معركة درنة

معركة درنة
Battle of Derne
جزء من حرب الساحل البربري الأولى
Attack on Derna by Charles Waterhouse 01.jpg
الملازم پرسلي اوبانون يقود الهجوم في درنة، بريشة تشارلز واترهاوس
التاريخ27 أبريل-13 مايو 1805
الموقع
النتيجة نصر أمريكي حاسم
المتحاربون
 الولايات المتحدة  الدولة العثمانية جمهورية طرابلس
القادة والزعماء
وليام إيتون
پرسلي اوبانون
اوليڤر هازارد پري
حسن باي
القوى
10
مارينز
مشاة
400-500 مرتزقة
مدفعية غير معروفة
1 sloop-of-war
1 شراعية
1 مركب شراعي
4,000
المشاة
الفرسان
عدد مجهول من قطع المدفعية
الضحايا والخسائر
الولايات المتحدة:
2 قتلى، 3 جرحى
المرتزقة المسيحيون:
9 قتلى وجرحى
المرتزقة المسلمون:
غير معروف
~800 قتلى،
~1,200 جرحى

معركة درنة Battle of Derne كانت نصراً حاسماً لجيش من المرتزقة بقيادة كتيبة من مشاة وجنود الجيش الأمريكي ضد قوات طرابلس أثناء حرب الساحل البربري الأولى. وكانت أول معركة بحرية مسجلة خاضتها الولايات المتحدة فيما وراء البحار.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

عام 1804، عاد قنصل تونس السابق، وليام إيتون، إلى البحر المتوسط بلقب العميل البحري للولايات البربرية. حصل إيتون على تصريح من حكومة الولايات المتحدة لدعم ادعاء حامد القره‌مانلي. كان حامد القره‌مانلي الوريث الشرعي لعرش طرابلس وخلعه شقيقه يوسف القره‌مانلي. لدى عودته للمنطقة، بحث إيتون عن حامد القره‌مانلي الذي كان منفياً في مصر. أثناء البحث عنه، قدم إيتون اقتراحاً بإعادته على العرش. وافق حامد القره‌مانلي على خطة إيتون.[1]

الكومودور صمويل بارون، القائد البحري الجديد في البحر المتوسط، أمد إيتون بدعم بحري بالسفن يو إس إس نوتيلس، يو إس إس هورنت ويو إس إس أرگوس. كانت السفن الثلاثة توفر الدعم بالقصف البحري.[2] كانت السفينة نوتيلوس تحت قيادة اوليڤر هازارد پري، وكانتهورنت تحت قيادة صمويل إيڤنز، وكانت أرگوس تحت قيادة إيزاك هول.[بحاجة لمصدر]

وكانت كتيبة المارينز الأمريكية تحت قيادة ملازم أول پرسلي اوبانون. اتخذ إيتون وهول من الإسكندرية قاعدة لعملياتهم العسكرية. غادر وليام إيتون الولايات المتحدة ومعه سبعة جنود أمريكان واتجهوا إلى الإسكندرية بمصر، حيث تمكنوا من تجنيد 250 شخصاً من مقاهي الإسكندرية من الطليان واليونان والعرب. وشكلوا ما سمي لاحقاً مشاة البحرية الأمريكية. ثم نزل إيتون إلى القاهرة حيث قدم رشوة إلى والي مصر العثماني خورشيد باشا، وكانت أول رشوة لشخص أجنبي توافق عليها الحكومة الأمريكية. وأخبر إيتون خورشيد برغبته في اقناع أحمد القرة مانلي بالتوجه مع القوة الأمريكية إلى ليبيا ليحل محل أخيه في حكم طرابلس. فسمح خورشيد باشا لإيتون وقوته بالبحث عن أحمد القرة مانلي. ما أن وصلت أخبار بحث القوة الأمريكية عن أحمد القرة مانلي، حتى تولى الرعب قلب أحمد ظناً منه أنهم يريدون قتله. فطاردوه إلى الصعيد حتى ألقوا القبض عليه في أسيوط، وهدأوا من روعه بإخباره أنهم لا يريدون به سوءاً، وبل يريدون تنصيبه حاكماً على طرابلس. فوافق وذهب معهم للهجوم على الجمهورية الطرابلسية.[3]

وجهزت قوة من المرتزقة بقيادة ضابط الجيش الاميركي وليام إيتون وتعتبر هذه الفرقة هي أول فرقة مشاة بحرية أمريكية (مارينز). وهاجمت شرق ليبيا وغزت مدينة درنة النائية وهي مدينة صغيرة على البحر المتوسط وقريبة من الحدود المصرية وتبعد عن طرابلس العاصمة أكثر من ألف كم، فقاومها الأتراك وأرسل الباشا قواته الانكشارية إلى درنة، وسقطت هذه المدينة في يد القوة الغازية ورفع علم الولايات المتحدة على قلعتها. وبذلك اعتبرت أول قطعة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.

في 6 مارس 1805، بدأ الجنرال إيتون قيادة جيشه في رحلة قطع خلالها 800 كم عبر الصحراء الليبية. كان هدفهم مدينة درنة الساحلية، عاصمة اقليم برقة. وُعد المرتزقة بالعطايا والأموال عند وصولهم المدينة. في اليوم الخمسين للرحلة، أصبح إيتون مهتماً بالعلاقة بين المترزقة المسيحيين والمرتزقة المسلمين في قواته، وكان عددهم 200 أو 300 شخص. تعرضت التجريدة لخطر التمرد عدد من المرات. بين 10 مارس و18 مارس، تمرد حادو الجمال العرب عدة مرات قبل الوصول إلى المسوعة. من 22 مارس إلى 30 مارس، كان قام المرتزقة العرب بعدة تمردات تحت قيادة الشيخ الطاهيب. في 8 أبريل، عند عبور الحدود من مصر إلى طرابلس الليبية، نجح الجنرال إيتون في قمع تمردات المرتزقة العرب. وأخيراً وصلت القوات إلى مدينة البمبة‎ في أواخر أبريل، قرب ساحل درنة، حيث السفن أرگوس، نوتيلس وهورنت والكابتن هول في انتظار وصول القوات. هناك حصل إيتون على الإمدادات والأموال لدفعها للمرتزقة.


المعركة

في 27 أبريل، بعد يومين من وصول القوات إلى البمبمة، فتحت سفن هول نيرانها وقصفت بطاريات الصواريخ في درنة لمدة ساعة. قسم الجنرال إيتون قواته للقيام بهجومين منفصلين. قاد حامد العرب إلى الجنوب الغربي لقطع الطريق المؤدي إلى طرابلس ثم للهجوم على الجانب الأيسر من المدينة واقتحام قصر الحاكم، ذو الدفاعات الضعيفة؛ في الوقت نفسه، قام إيتون برفقة ما تبقى من مرتزقة ومارينز باهلجوم على حصن الميناء، بينما فتح هول والسفن الأخرى نيرانها على مدافع الميناء الحصينة. في الساعة 2.45 مساءاً بدأ هجوم الملازم اوبانون وقوات المارينز. تم تعزيز دفاعات الميناء وتوقف المهاجمون لبرقة؛ سمح هذا بإرسال المرتزقة العرب لقطع الطريق المؤدي لطرابلس مما يسمح بالهجوم على القطاع الغربي من المدينة.

قاد إيتون القوات تجاه الأسوار في الوقت الذي كان يعاني فيه من جراح بالغة في المعصم جراء إصابته بشظية مسكيت. فر المدافعون بسرعة تاركين مدافعهم معبأة وجاهزة للإطلاق. رفع اوبانون العلم الأمريكي بينما ذهب إيتون للاستيلاء على مدافع المدينة وأطلق نيرانها. في الوقت نفسها كانت قوات حامد قد استولت على قصر الحاكم وأمنت الجانب الغربي من المدينة. استمر الكثير من المدافعين عن الميدان في التراجع صوب المدينة. في الساعة الرابعة مساءاً سقطت المدينة بالكامل. للمرة الأولى، يرفع العلم الأمريكي على تحصينات على هذا الجانب من المحيط الأطلسي.

كان يوسف على علم بالهجوم على درنة وكان قد أرسل تعزيزات للمدينة. في الوقت الذي وصلت فيه التعزيزات كانت المدينة قد سقطت بالفعل. وكانت القوات لا تزال تقاتل وتستعد لاستعادة المدينة. على الفور قام إيتون بتعزيز موقعه الحالي. أقام حامد في قصر الحاكم وقامت قواته العربية بحراسة المناطق النائية من المدينة. ظلت القوات التي أرسلها يوسف تنتظر في جنوب المدينة. في 13 مايو، قامت تلك القوات بالهجوم على المدينة وطردت قوات حامد العربية خارجها، واستردت قصر الحاكم. أطلقت السفينة أرگوس نيران مدفعياتها على المهاجمين، الذين فروا تحت القصف المستمر. بحلول المساء، رجع كلا الجانبين إلى مواقعهم الأصلية. في الأسابيع التالية وقعت مناوشات ومحاولات لاستعادة المدينة، لكن المدينة ظلت تحت سيطرة القوات الأمريكية. من درنة، بدأ إيتون في التخطيط للتحرك عبر الصحراء والهجوم على طرابلس براً. في أثناء مسيرته أُبلغ بمعاهدة تم التوقيع عليها بين توبياس لير ويوسف القره‌مانلي. في منتصف الطريق أمر إيتون قواته بالعودة إلى مصر مع حامد القره‌مانلي.

انتهاء الحرب

عقب معركة درنة فرضت القوات العثمانية حصارا على القوة الغازية الموجودة فيها فعمدت الولايات المتحدة إلى المفاوضات وتم توقيع معاهدة انهاء الحرب في 10 يونيو 1805 عرفت ب إتفاقية طرابلس. وطلب باشا ليبيا يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنويا، وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة 1812م، حيث سدد القنصل الأمريكي في تركيا 62,000 دولار ذهباً، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.

كانت معركة درنة أول معركة برية مسجلة للولايات المتحدة على أرض أجنبية بعد الحرب الثورية الأمريكية.[4] كانت المعركة من المعارك الحاسمة في حرب الساحل البربري الأولى، بالرغم من أن إيتون كان غاضباً مما وصفه بأنه 'خيانة' تمت بين القنصل لير والباي. عاد حامد إلى مصر ولم يأخذ المترزقة مسحقاتهم بالكامل. عاد وليام إيتون إلى الولايات المتحدة كبطل قومي. حصل الملازم أول اوبانون على سيف مملوكي من حامد، الذي أصبح نائب السلطان العثماني، في 8 ديسمبر 1805، كبادرة احترام وثناء على أداء المارينز، ومُنح في وقت لاحق سيف الشرف على الطراز المملوكي، من ولاياته الأم [ڤرجينيا]] (الأمر الذي أدى لاعتماد السيف من قبل جميع ضباط المارينز ليومنا هذا).[5] وكان الهجوم على المدينة مصدر إلهام في جزء من قصيدة غنائية باسم ترنيمة المارينز جاء فيها عن "سواحل طرابلس".[6]

المصادر

  1. ^ Lambert, Frank. The Barbary Wars: American Independence in the Atlantic World. Hill and Wang, 2005, p. 150.
  2. ^ Lambert, Frank. The Barbary Wars: American Independence in the Atlantic World. Hill and Wang, 2005, p. 152.
  3. ^ Robert Allison (2000). Crescent Obsecured: The United States and the Muslim World, 1776-1815. University Of Chicago Press.
  4. ^ "Battle of Derna". US Marine Corps. Archived from the original on July 22, 2011.
  5. ^ "First Lieutenant Presley Neville O'Bannon". Who's Who in Marine Corps History. US Marine Corps. Archived from the original on August 6, 2007.
  6. ^ Kelly, Jack (April 12, 2009). "Kill the pirates". Pittsburgh Post-Gazette. Retrieved 2009-04-14.

المراجع

قراءات إضافية

  • London, Joshua E. Victory in Tripoli: How America's War with the Barbary Pirates Established the U.S. Navy and Shaped a Nation New Jersey: John Wiley & Sons, Inc., 2005. ISBN 0-471-44415-4
  • Zacks, Richard. The Pirate Coast: Thomas Jefferson, the First Marines, and the Secret Mission of 1805. New York: Hyperion, 2005. ISBN 1-4013-0003-0.